التعليم النشط واستراتيجية التدريس
[notification type=”notification_info” ]إعداد مساعدة الشؤون التعليمية بمكتب التربية والتعليم بالقرى :
نوال عوض الهلالي الزهراني
1434هـ[/notification]
مـــــقدمــــــة
منذ سنوات عدة بدأت الكتابات التربوية تهتم بالحديث عن ضرورة أن يكون الاهتمام بالمتعلم شاملاً لكافة الجوانب العقلية والمهارية والوجدانية على اعتبار أنه إنسان له عقل وقلب وجسد ، وعلى هذا يجب أن يكون نمط الخطاب التعليمي التعلمى مختلف عما كان عليه من قبل ، فلا يجوز أن يكون جل الخطاب التعليمي موجها نحو مدى تمكن المتعلم من حفظ المعلومة ، وأن يكون دور المعلم الجامعي داخل الصف مجرد مرسل لكم من المعلومات يستوجب على المستقبل ( المتعلم ) أن يحفظها عن ظهر قلب ، وفى نهاية العام يطلب منه عبر ورقة امتحانيه أن يعيد ما قام بحفظه من معلومات ، وفى المقابل يحصل الدرجات ويكون الحكم عليه إما أن ينجح في حال كونه استرجع ما هو مطلوب أو يرسب لكونه قد فشل في استرجاع المعلومات .
ووفق النظرة الشاملة للمتعلم ووفق المفهوم الحديث للمنهج أصبح الحديث عن الخبرات التربوية المباشرة وغير المباشرة التي يكتسبها المتعلم داخل الصف أو خارجة هي الأهم ولم يعد الكتاب (الجامعي ) هو الغاية وأصبح التأكيد على أن يكون دور المعلم موجها وميسرا ومرشدا أكثر وأهم من مجرد أن يكون ناقلاً للمعلومة فقط .
ومن هنا تغير دور المتعلم من كونه مجرد مستقبل للمعلومة إلى باحث عنها بل إلى ناقد لها ومناقش لها ، يتعامل معها بحب ورغبة ، يستقبلها عبر اللعب أحيانا ، وعبر الطرفة والموقف التمثيلي أحيانا أخرى ، ومن خلال العمل الجماعي في كثير من الأحيان ، وبالتالي تعددت مداخل واستراتيجيات التدريس بقصد أن يتم تعلم حقيقي وفاعل في سياق بيئة تعليمية تعلمية آمنة وعادلة ، وتنوعت بدورها الأنشطة التعليمية داخل وخارج غرفة الصف ، وبالتالي تنوعت الوسائل التعليمية ، وانعكس ذلك على التقويم الذي أصبح بدوره شاملاً يهتم بقياس النواحي المعرفية والمهارية والوجدانية لدى المتعلم والتي تم صياغتها في صورة أهداف واضحة الصياغة ، وبالتالي أصبح التقويم شاملا ومعبرا عن ما تم تحقيقه من أهداف .
عندما ندقق ونحلل ما سبق من تفسير لما يجب أن تكون عليه العملية التعليمية التعلمية بمدارسنا وجامعاتنا ، نجد أنها يجب أن تكون وفق منهج واضح وفلسفة واضحة ، يعبر عنا معلم متميز ، وبيئة تعليمية تعلمية آمنة وعادلة ، ومتعلم واعي وفاهم وناقد ، وبمعنى آخر نريد بالفعل أن يكون هناك تعلم نشط في مؤسساتنا التعليمية ، كيف يكون ذلك ؟
هو منظومة إدارية وفنية تشمل كل مكونات الموقف التعليمي وتوجه فاعليته بما فيها استراتيجية التعلم والتدريس التي تقدم المعارف والمعلومات ( الجانب المعرفي ) وتتنوع بها الأنشطة التعليمية التي يمارسها المتعلم وتتعدد بها المواقف التربوية التي يشارك فيها المتعلم وتتكون لديه القيم والسلوكيات ( الجانب الوجداني ) بل ويتمركز فيها التعلم حول المتعلم ووفق قدراته وإمكاناته ويكون مشاركا وإيجابيا ويكتسب المهارات الأدائية ( الجانب المهاري ) .
أهميته ..
تتضح أهمية التعلم النشط من خلال تشجيع الطلاب على العمل الإيجابي ومساعدة المتعلم على اكتساب الخبرة وتسجيل ملاحظاتهم والمناقشة فيما بينهم سواء على شكل أزواج أم مجموعات .
1- الطلاب أكثر احتمالا للوصول إلى المعرفة السابقة الخاصة بهم والتي هي مفتاح التعلم .
2-الطلاب أكثر عرضة لإيجاد حلول ذات معنى شخصي للمشكلات أو تفسيرها
3-يتلقى الطلاب ردود فعل وتغذية فورية على نحو أكثر تكرارا .
4-فاعلية الطلاب في استرجاع المعلومات من الذاكرة بدلا من مجرد إدراك أو تمييز صحة عبارة ما .
5-يزيد التعلم النشط من الدافعية للمتعلمين كي يكونوا أكثر نشاطا بدلا من السلبية .
6-يزيد التعلم النشط من ثقة الطلاب بأنفسهم واعتمادهم على الذات .
7-المهمة التي يقوم بها المتعلم بنفسه أو كجزء من مجموعة تكون ذات قيمة عالية .
8-يغير التعلم النشط من الفهم المعرفي للطالب الذي بدوره يؤثر على نموه المعرفي .
9-الطلاب الذين يعملون معا مع مهام التعلم النشط يتعلمون كيف يعملون مع أي أناس أخرين مختلفين عنهم في الخلفيات والإتجاهات والمواقف .
10-يتعلم الطلاب استراتيجيات للتعلم الذاتي بملاحظة ومراقبة عمل الأخرين .
دور المعلم والمتعلم في التعلم النشط:
دور المعلم
[yes_list]
- ميسر للتعلم
- يضع دستورا مع تلاميذه للتعامل داخل الفصل
- ينوع النشطة وأساليب التدريس وفقا للموقف التعليمي وقدرات التلاميذ
- يستخدم أساليب المشاركة وتحمل المسئولية
- يربط التدريس ببيئة التلاميذ وخبراتهم
- يعمل علي زيادة دافعية التلاميذ للتعلم
- يراعي التكامل بين المواد الدراسية المختلفة
[/yes_list]
دور المتعلم
[star_list]
- يمارس أنشطة تعليمية متنوعة
- يبحث عن المعلومة بنفسه من مصادر متعددة
- يشترك مع زملائه في تعاون جماعي
- يطرح أسئلة وأفكارا و أراء جديدة
- يشارك في تقييم ذاته
[/star_list]
أساليب وطرق التعلم النشط :
جميع طرق واستراتيجيات التدريس يمكن أن تساعد على إحداث التعلم النشط اذا تم فيها التركيز على المتعلم وجعله يشارك بفاعلية في الأنشطة التعليمية المختلفة ومنها على سبيل المثال :
لعب الأدوار
العصف الذهني
الأركان التعليمية
التعلم بالاكتشاف والاستقصاء
حل المشكلات
التعلم التعاوني
التعلم بالوسائط المتعددة
المناقشة المعدلة
التعلم الذاتي
تصميم التعلم النشط:
هو عملية تخطيط منهجية تسبق التدريس وتتضمن التخطيط لمهام وأنشطة تعلمية ثرية تسهم في تحقيق أهداف التعلم بفاعلية من خلال
مراعاة الأدوار الإيجابية للمتعلمين في عملية التعلم.
يمر بخمسة مراحل :
أولا : أين نحن
( مرحلة تحديد الحاجات )
الوقوف على الحاجات المعرفية ، المهارية ، التقنية التي يتطلبها الموقف ككل سواء للمتعلمين أو البيئة..الخ
ثانيًا : أين سنذهب
( مرحلة تحديد أهداف التعلم والمفردات الأساسية )
ثالثًا : كيف سنصل
( هي مرحلة تصميم المهمات والأنشطة الثرية والوسائل التي تساهمفي تحقيق ما حددناه من أهداف )
رابعًا : مرحلة اختيار استراتيجيات التعلم النشط
خامسًا : كيف نعرف
( في هذه المرحلة نصمم التقويم الذي من خلاله نعرف أننا حققنا الهدف المنشود .
- استراتيجية فكر ، زاوج ، شارك
طريقتها :
1ـ يطرح المعلم على طلابه سؤالا ( أو مسألة )
2ـ يطلب منهم التفكير في الحل أو الجواب لمدة دقيقة أو خمس دقائق حسب مستوى السؤال
3ـ ثم يكونوا مجموعات ثنائية يناقش فيها كل طالب زميله فيما توصل إليه من حل .
4ـ يطلب المعلم بشكل “عشوائي ” من أحد الطلاب أن يشارك جميع طلاب الفصل ما توصل إليه من حل
( يفضل أن يتم اختيار الطالب بطريقة الروؤس المرقمة ) - استراتيجية الروؤس المرقمة
طريقتها :
. تقسم المعلمة الطالبات إلى مجموعات رباعية أو خماسية أو سداسية
2. تعطي كل فرد من المجموعة رقم حسب عدد العضوات
3. تطرح المعلمة سؤال
4. تتناقش الطالبات شفوياً ويتفقون على الإجابة بحيث تكون في النهاية
كل طالبة قادرة على الإجابة
5. تنادي المعلمة مثلاً رقم (3 ) مستخدمة طريقة عشوائية باستخدام النرد
أو أي طريقة تضمن العشوائية ،ثم تطرح السؤال مرة أخرى
6. تقوم كل طالبة رقمها( 3) لتقدم إجابة مجموعتها أمام الطالبات ،
لو اختلفت إجابة طالبة أُخرى من مجموعة أُخرى .
توضح للصف السبب وتذكر تفسير ذلك .. يمكن تطبيقها مع أكثر من استراتيجية
الهدف منها : القضاء على السلبية والتواكل في المجموعات والتأكد من أن جميع الطلاب قد فهموا . - إستراتيجية تفكير الأقران بصوت مسموع في حل المشكلات (المسائل)
طريقتها :
1ـ يقسم الطلاب مجموعات ثنائية ( مستمع ومتحدث )
2ـ يطرح المعلم مشكلة أو مسألة فيقوم أحد الطلاب بالتفكير في المسألة بصوت مسموع ( يشرح ما يريد فعله )
والطالب الآخر يستمع ويطرح على المتحدث بعض الأسئلة للاستيضاح أو التغذية الراجعة . - استراتيجية ماذا أعرف وماذا أريد أن أعرف وماذا تعلمت ؟
تساعد هذه الاستراتيجية الطلبة على توقع المعلومات التي يشتمل عليها النص وربطها
بالمعرفة السابقة لديهم. كما يمكن للمعلم أن يستخدمها في إثارة اهتمام الطلبة حول
موضوع معين من خلال القراءة، وتقييم مدى فهم الطلبة لذلك الموضوع والأخطاء المفاهيميه لديهم.طريقتها :
1ـ.يقوم المعلم بإعداد جدول يتكون من ثلاث خانات يشتمل على :
الخانة الأولى:
ماذا أعرف عن الموضوع..؟
الخانة الثانية:
ماذا أريد أن أعرف عن الموضوع..
الخانة الثالثة:
ماذا تعلمت عن الموضوع ؟
2.يقوم المعلم بإعطاء الطلبة التوجيهات المناسبة لملء الجزء الأول
والثاني من الشبكة، ويمكن ان يتعرف المعلم على الاخطاء المفهومية لدى الطلبة من
خلال ما يقوموا بكتابته في الجزء الأول من الشبكة.
3. يتم توزيع نسخة من النص المطلوب قراءته لكل طالب.
4ـ يوجه المعلم الطلبة لقراءة النص بهدف الاجابة على التساؤلات التي قاموا بكتابتها في الجزء الثاني من الشبكة، وتسجيلها في الجزء الثالث من الشبكة مقابل كل سؤال منها. - استراتيجية مثلث الاستماع
طريقتها :
– تقسم المعلمة الطالبات إلى مجاميع ثلاثية .
2- كل طالبه في كل مجموعه لها دور محدد كما يلي :
ألطالبة الأولى : متحدثة، تشرح الدرس او الفكرة أو المفهوم …الخ
الطالبة الثانية : مستمعه جيده ، تطرح أسئلة على الطالبه الاولى لمزيد من التفصيل وتوضيح الفكره
الطالبة الثالثة: ترقب العملية وسير الحديث بين زميلتيها وتقدم تغذيه راجعه لهما . فهي تكتب ما يدور بين الطالبتين الاخريتن وتكون أشبه بالمرجع فعندما يحين دورها تقرأ من خلال مدوناتها عن ما ذكرته
زميلتيها ، فتقول لقد ذكرة فاطمه كذا ، وذكرة خلود كذا
3- تبديل الأدوار بين الطالبات . - استراتيجية المفاهيم الكارتونية
تستخدم في بداية الدرس التهيئة أو كجزء من نشاط معين في الدرس
• لتحديد المفاهيم الخاطئة لدى الطالبات
•لإعطاء مؤشر على أفكار الطالبة في الحصة
كيف تنفذ ؟
1- جهزي المفاهيم الكرتونية ( باستخدام الشخصيات الكرتونية ) للطالبات بشكل فردي أو مجموعات
2-اطلبي منهم اختيار الإجابة الصحيحة مع إعطاء تفسير منطقي لاختياراتهم .
- · إستراتيجية (أربعة، إثنان، واحد)
طريقتها :
مجموعة صغيرة مؤلفة من اربع طلاب أحدهما يقوم بدور المدرب.
مجموعة ثنائية في مسألة جديدة.
كل طالب بمفرده في مسألة جديدة .
المبررات لصالحية تطبيق التعليم النشط
تحقيق التعلم النشط سيثمر تطورا ملحوظا في عدد من الجوانب .. يساعد على زيادة التحصيل الأكاديمي لدى المتعلمين عند استخدام فنيات تسعى لتحقيق التعلم النشط بل ويسهم في زيادة مستوى الإحتفاظ بالتعلم مقارنة بالأساليب التقليدية كما أظهر الطلاب تفوقا في مهارات وعادات التعلم ومهارات الحياة بشكل عام .
أيضا زيادة استمتاع المعلمين والطلاب على حد سواء بالخبرات المدرسية والتحسن الإيجابي لاتجاهاتهم نحو التعليم والتعلم يضاف الى ذلك زيادة ثقة الطلاب بأنفسهم وقدرتهم على بناء العلاقات مع الأخرين وتدني ملحوظ في الخلافات اليومية بين الطلاب في الصف .
تحديات تواجه تطبيق التعليم النشط
تحقيق التعلم النشط سيواجه بعض الصعوبات ومن أهمها مفهومنا كتربويين ومعلمين وأولياء أمور وطلاب لعمليتي التعليم والتعلم فإذا كان تغطية المحتوى هو الهدف الرئيس ودور المعلم الجوهري في التعليم والتعلم ومهمة الطلاب تحصيل أعلى الدرجات فلن يكون هناك مساحة لممارسة التعلم النشط , لذا ينبغي للمشرف التربوي ومدير المدرسة إعادة النظر لكمية المختوى والتعامل معه من ضمن مستويات وأولويات من الأهمية مرتبطا بكيفية معالجته ومساحة الزمن الذي سيستغرقه كما يمكن أن يحدد عدد الطلاب في الصف من تنفيذ ممارسات التعلم النشط لذا ينبغي على المعلم أن يكون حاذقا في استخدام المجموعات لتقليل الزمن الذي سيستهلكه كل طالب لو أنجز المهمة منفردا كما يمكن استغلال المساحات خارج الصف وتشجيع ممارسة التعلم خارج المدرسة .
وأخيرا من المؤكد أن التعلم النشط يقوم على معادلة مفادها :
معلم موجه ومرشد وميسر+ متعلم مشارك فاعل + بيئة تعليمية تعلميه آمنة وعادلة = تعلم حقيقي .
المراجع
- مقالة للدكتور : صلاح عبد السميع عن التعلم النشط ضرورة حتمية لنهضة التعليمتطبيقا لا تنظيرا
على الرابط التالي : هـــنـــا
2. الشمري ، ماشي محمد ،الطبعة الأولى 1431هـ الرابط هـــنـــا
3. الحقيبة التدريبية للتعلم النشط وزارة التربية والتعليم .