مقال

وطني .. تاريخ موغل في العطاء

إن من نسج النّفذة الأولى في بساط هذه الوحدة، أعطانا تكملة نسج بقية البساط وهي عملية تضع مسؤولية كل فرد وعائلة ومجتمع أمام ذواتهم في جعل امتداد هذا التاريخ موصولاً متكافئاً في جميع المهام الكبيرة والصغيرة.. يرسم تجربة في أفق المشهد تتشح بثوب الجمال وتتألق في سماء الإجادة وتتوثب على الدوام لبذل الجهد والروح والغالي والنفيس في سبيل أن يحيا الوطن مبرأً من كل أغراض الاختراق، مُحصناً من كل ما يمكن أن يلوث بياضه ونقاءه، فحب الوطن لا يقتصر على الاحتفال والفرحة برفع الأعلام وعقد الندوات والمهرجانات، وإنما حالة لذيذة من الشجن اقترنت بقراءة لتلك السنوات الطويلة، وكيف أن القائد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وطيب ثراه مع شعبه صنعوا معجزة التوحيد، وهي العملية التي لم تحدث للوطن العربي كله من أصحاب دعوات الوحدة والاتحاد ثم التضامن ..
الوطن كجهاز متكامل يختزل بأداء منتسبيه وأفراده وجنوده آلاف المعاني، يرغمنا كل يوم على تقديره والولاء له ولقادته لما يختط من تجارب تقي المواطنين الأجلاء شرور الحاقدين ومحاولات التوغل عبر أراضيه من خلال لوحة ثرية التفاصيل يرسمها منسوبوه في كل القطاعات المجتمعية والخدماتية.
وطني.. تاريخ موغل في العطاء منذ أن تشكلت نواته الأولى تحت قيادة واحدة راسخة، وتأكيد الوجود على الخارطة الإنسانية يحتاج لأن نفهم التحديات، وأهمها الوعي الأمني حيث إن الحصار الذي يطوق المنطقة العربية يجعلنا على إدراك تام بأن المستهدف هو كل هذه الرقعة العربية والإسلامية، وأن سلاح الوعي والتفاعل مع طبيعة الأحداث هو أحد مرتكزات الاستقرار والتنمية، واستغلال أعداء هذا الوطن حادثة منى ليس مستغربا منهم فهم يكنون للإسلام والمسلمين خاصة منبع الرسالة المحمدية كل خبث وحقد، وتاريخهم يشهد بذلك، وصدق الشيخ صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام حين قال في خطبة الجمعة الماضية: من السخرية المريرة أن يصطنع النواح على «شهداء منى» من له تاريخ إجرامي في الإلحاد في الحرم بقتل وتفجير فيه وإدخال أسلحة وترويع للحجاج وتهديد للحجيج ومحاولات لصد الناس عنه ومن عجائب متصنعي البكاء على أرواح المسلمين ومظهري الحرص على دمائهم أنهم هم الذين يبعثون عشرات الميليشيات في العراق وفي اليمن وسوريا لقتل مئات الألوف من المسلمين وتهجير الملايين
إن ما يحققه وطننا الغالي من إنجازات لهو ثمرة اهتمام القيادة الرشيدة – حفظها الله – وبقيادة ملك الوفاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رعاه الله وذلك بالبحث عن كل ما يؤهل مؤسسات الدولة وإداراتها للقيام بواجباتها على أكمل وجه، وبخاصة في مواسم رمضان والحج لاستقبال ضيوف الرحمن وتقديم كافة التسهيلات والخدمات من أجلهم منذ عشرات السنين بكل كفاءة وفاعلية، وطني بحق له مشاعر المجد والخير والنماء برغم أيام يعيشها بعض من حولنا من ثورات وفتن وقلاقل أكلت الأخضر واليابس، فبلادنا ولله الحمد تعيش أجواء عطرة مطمئنة متماسكة مستقرة ليعي فيها الأجيال قصة أمانة ووفاء شعب نستلهم منها القصص التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي استطاع بفضل الله تعالى وبما يتمتع به من حنكة وحكمة أن يغير مجرى التاريخ عندما وحّد أمة وأنشأ دولة عظيمة شعارها الوحدة والتطور والازدهار متمسكاً بعقيدته ثابتاً على دينه وقيمه، فلك وطني فخري وانتمائي وحبي وولائي لأولئك الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة بقيادة بطل من أبطال التاريخ ومنذ أمدٍ بعيد، حماك الله يا وطني وأبقاك عزيزا شامخا أبيا وحفظ الله الملك سلمان وولي عهده وولي ولي عهده ووفقهم لما فيه صالح الإسلام والمسلمين، ورد كيد الكائدين الحاسدين في نحورهم، وجعل تدبيرهم تدميرا وهلاكا لهم.

صحيفة الشرق

الوسوم

نوال الهلالي

مشرفة القيادة المدرسية بمكتب التعليم بالقرى الباحة مدربة محترفةمعتمدة ماجستير قيادة، كاتبة، الطموح، الأمل،التفاؤل، الإصرار،ركائز مهمة في حياتي، سعادتي في إنجازي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى