مقالات الاستاذه نوال الهلالي

حديث إلى النفس

حديث إلى النفس
بسم الله الرحمن الرحيم
إليك أيتها النفس …. يا من تلومينني وأنا ألومك … فقد أقسم الله عز وجل بك فقال عز من قائل :]لا أقسم بالنفس اللوامة[
نعم أيتها النفس اللوامة ..
إلى متى لومك ؟!!!
…………… إلى قيام الساعة ……………… ولكني أنا التي أألومك وأحذرك بل حتى أقرعك …. وأقول لك :
أيتها النفس ::: أحذرك أن تقولي ما لا تفعلين … أحذرك أيتها النفس من النفاق ..
احذري لا تجعلي له سبيلاً إلى قلبك .. بل اسألي الله دائماً وأبداً أن يطهرك من النفاق ..لا تعجبي ,,, وعمر ومن عمر؟؟!! الفاروق رضي الله عنه خليفةً من الخلفاء الراشدين ,, وإماماً من الأمة الصالحين ,, العادلين .. أما علمت أيتها النفس هو ومن هو؟!! إنه مبشر بجنة الخلد .. والذي قال عنه صلى الله عليه وسلم : ” ما سلك عمر فجاً إلا سلك الشيطان غيره ” أو كما قال عليه الصلاة والسلام ..
ومع هذا يسأل حذيفة بن اليمان _ أمين سر رسول الله –صلى الله عليه وسلم-يسأله بالله يا حذيفة .. أعدني رسول الله منافقاً ؟ …….؟ …..؟!!
إي||||||||||||||ه أيتها النفس : والله أني لأخشى عليك من ذلك … أعوذ بالله من النفاق .. وحال أهل النفاق … وصفات أهل النفاق .. ومصير أهل النفاق ..
أيتها النفس اللوامة::: يا من ألزمك الله طائرك في عنقك .. ويوم القيامة يخرج الله لك كتاباً تلقينه منشوراً فيه كل أفعالك وأقوالك ….
إيـــــــــــــــــه أيتها النفس :: بعد أن علمت ذلك ,, بل وأيقنتيه ,,
ماذا أعددت ؟؟ ماذا عملت ؟؟ ماذا قدمت ؟؟ وكل شيء لك أو عليك إن خيراً فخير وإن شراً فشر …
أيتها النفس …. تقولين في كل لحظة أن قلبك معلق بحب الله ,,, بل وأنك أطلقت عليك لقب .. محبة الله ,,إني لأعجب منك ومن هذا الذي أنت تدعينه!!!
نعم بل إني أشك في حقيقته ,, وأكاد أجزم أنه إدعاء ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآه أيتها النفس لماذا ؟؟؟!!
لماذا هذا الإدعاء ؟؟!!
الذي أعرفه أيتها النفس أن من يحب يبذل لمن يحب كل شيء .. نعم كل شيء روحه ونفسه وجهده ووقته ..فيكون شغله الشاغل .. فلا يأنس إلا بحديثه .. ولا يطمئن إلا بتعهد رسائله وقراءتها ,, أتعلمين أيتها النفس ما رسائل من تحبين على حد قولك ,, إنه القرآن .. نعم ,, من يحب لا يأنس إلا بحديث من يحب والحديث عمن يحب ,, غلا يريد غيره ,, بل ويصبح من يحب كل همه ويشغل كل تفكيره
فلسانه لا يلهج إلا بذكره ,, ودموعه لا تذرف إلا من أجله ,, وعقله لا يفكر إلا في كيفية إرضائه ؟؟ وكيف الوصول إلى كسب حبه ,وقلبه مشغول بالوجد , والحب , والتعلق به , ومع حبه له إلا أن ذلكالقلب إن كان حقيقةً صادق الحب ,, فهو كثير الشوق لمن يحب ,, وأيضاً كثير الوجل والخوف والإشفاق ,, الإشفاق والخوف من أن من أحبه يغضب عليه بسبب ما أخطأ في حقه ,, وقصر معه ,,ثم إنه لا يأمن مكره لأنه أحبه وصدقه في كل قوله ,, فسبحانه كلامه الحق وقوله الحق .. وجميع أعضاء من يحب خاضعةَ ذليلةً مسخرة ً بأمره ,, فهي عابدة متذللة لمن تحب .
أين أنت أيتها النفس من كل هذا ؟؟؟؟؟!!!!!!!!
أستطيع الآن بعد أن أدركت حقيقة الحب أن اتهمك بعدم صدقك .. بل وتكاسلك في خدمة من تدعين حبه ..
إيــــــــــــه أيتها النفس :: أتعلمين أنك غداً ستلتقين بمن تحبين ؟
فكيف سيكون لقاؤك معه ؟
هل أدركت رهبة وعظمة موقف اللقاء مع الحبيب ؟
هل ستلقينه وهو عنك راض غير غضبان ؟
أتعلمين أيتها النفس أن من يحب دائم الطاعة لمن يحب حتى يلقاه وهو راض عنه
نعم مطيع .. يطيع من يحب في كل صغيرة وكبيرة .. مطيع لمن يحب في كل الأوقات .. بل بكلاللحظات .. وبكل الأماكن والأزمان مدى حياته وطوال عمره .
آآآآآآآآآآآآآه يا نفس أخشى عليك .. أخشى عليك يغرك مديح الناس وثناؤهم عليك .
بل وأخشى أن تلتمسي المديح والثناء منهم لأي عمل أو قول لمن تحبين فيكون بذلك ابتغيت وجه غير من تحبين .. نعم والله وعزة من تحبين أني أخشى عليك ..
أيتها النفس :: أفيقي واعلمي أن الناس عندما يمدحوك ويطروك مدحاً وثناءً وإعجاباً ما ذلك إلا أنهم أعجبوا بجميل إنعام وستر من تحبين عليك
أيتها النفس :: اعلمي حقيقتك ,, ومن أنت ؟؟ أيتها النفس توبي إلى مولاك واستغفريه من هذا المديح الذي تسمعينه فتقبليه بل وقد تفتخري به ..
آآآآآآآآآآآآه أيتها النفس أحذرك ,, أحذرك من السمعة والرياء .. أحذرك أيتها النفس من كل عمل أو قول يصدر منك ثم تستأنسي بالمديح بعده ..وتفرحي وتفتخري به إياك أيتها النفس أن يتسلل إليك العجب وأنت لا تشعرين …
لا لا لا لا لا أيتها النفس إني لك ناصحة فربما والعياذ بالله يرد عليك ذلك العمل فمن تحبين لا يرض معه شريك ,, فهو سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك فمن أشرك معه في عمل تركه وعمله ..
فهو سبحانه لا يقبل إلا المخلصين .. قال تعالى : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين{ .
الإخلاص لن تبلغي درجته إلا بتوفيق من الله عز وجل فاسأليه سبحانه دائماً وأبداً
أن يطهر قلبك من النفاق وعملك من السمعة والرياء .
بقلم إبداع الأمل
نوال الهلالي
الوسوم

نوال الهلالي

ماجستير قيادة تربوية مدربة معتمدة ومستشارالحوار الأسري أعشق وطني وعاهدت نفسي على تبني الرؤية الطموحة 2030. والمساهمة في تحقيقها بكل ماوهبني الله عز وجل من قدرات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق