الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، ولعد،،،،
تعريف الألفة الجامع المانع:
اجتماع مع التئام ومحبة، اجتماع النفوس مع الالتئام والمحبة، والتوافق، والانسجام، هذا تعريف يجسد بمواقف كثيرة، فأنت حينما تتمنى أن تجلس مع إنسان وقتاً طويلاً معنى ذلك أنك تألفه، وحينما يتمنى هو أيضاً أن يبقى معك معنى ذلك أنه يألفك، وعلامة الإيمان الألفة، المؤمن يألف ويؤلف، ذلك لأن المؤمن موصول بالله، فبعد أن اتصل بالله اشتق منه الكمال، فالمؤمن متواضع، المؤمن منصف، المؤمن رحيم، المؤمن يقول الحق ولا يكذب، هذه الصفات الراقية إن توافرت في إنسان آخر توافقا، فكانت الألفة هي اجتماع مع الالتئام والمحب
أسباب هذه الألفة:
هي حالة نفسية، شعور، انسجام نفسي، شعور لا يرى بالعين، لكن ما أسبابه؟ أنا متى أسهم في أن تألفني وأنت متى تسهم في أن أألفك؟ الحقيقة طرح السلام، الابتسامة، أن تلقى أخاك بوجه طلق، أن تزوره، أن تتفقده، أن تعاونه، أن تلبي رغبته، أن تلبي دعوته.
(( من لم يجب الدعوة فقد عصى أبا القاسم ))
[ مسلم عن أبي هريرة]
لذلك ما من تصرف يمتن العلاقة بين المؤمنين إلا أمر النبي به، أن تطرح عليه السلام، أن تزوره في بيته، أن تلبي حاجته، بل أن تعرب له عن محبتك، فكل شيء يمتن العلاقة بين المؤمنين، كل شيء يزيد المودة بينهم، كل شيء يقلل المسافة بينهم، هذا ينبغي أن نفعله.
لذلك أسباب الألفة أن تكون كاملاً مع أخيك، وأن يكون هو كاملاً معك، أن ترعى شعوره، وأن يرعى شعورك، أن ترعى حاجاته، وأن يرعى حاجاتك، ألا تكون عبئاً عليه، وألا يكون عبئاً عليك، أن يكون ظلك خفيفاً عنده، وكذلك الأمر أن يكون ظلك خفيفاً عنده.
إذاً الألفة تحتاج إلى جهد، هي في الحقيقة شعور، راحة، انسجام، لكن هذا الانسجام، وتلك الراحة، وهذا الشعور، لهم أسباب طويلة، وجهد كبير.
لذلك أنا أقول: تصرفات ذكية، وعلمية، وواقعية، مجتمعة تشدك إليّ، وتصرف واحد أحمق غير مدروس، قد يجعلك تنفر مني، فالبطولة أن تربح أخاك الإنسان، لأنك قد تخسره بسبب تافه، لكن ربحه يحتاج إلى جهود كبيرة، ولأن تخسر الدنيا وتربح أخاك الإنسان فأنت الرابح الأول. قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( تَبَسُّمُكَ في وجه أخيك صدقة ))
[أخرجه الترمذي عن أبي ذر الغفاري ]
هذا من باب الأجر وكأنه للآخرة، لكنه هل هو أيضاً باب من أبواب السعادة؟
أن تلقى أخاك بوجه طلق، أن تزحزح له إذا دخل، قد يكون المكان واسعاً، أما حينما تتحرك قليلاً تكريماً له، حينما تعبر له عن محبتك، والله إني أحبك يا فلان! يقول لك: أحبك الله كما أحببتني.
إذاً الألفة حالة، وشعور، وإحساس داخلي، لكن لها أسباب هذه الأسباب تحتاج إلى جهد واضح من كلا الطرفين حتى تكون هذه المحبة.
بالمناسبة: الألفة، والمحبة، والانسجام، والتوافق، هذه تجعل من المجتمع سداً منيعاً لا يخرق، وأية خصومة بين الناس تجعل هذا المجتمع مهلهلاً، فالألفة لها أبعاد سياسية، أنت إن أردت أن يكون هذا المجتمع متماسكاً، محصناً، لا يخترق، لتكن الألفة بين أفراده، الألفة من سمات المجتمع المؤمن.
الآية التي تعد أصلاً في هذا الموضوع يخاطب الله بها النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
﴿ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ﴾
[ سورة الأنفال الآية: 63 ٍ]
هذه الآية فيها ملمح خطير أن الألفة بين المؤمنين من خلق الله عز وجل، هذه من صنع الله، لذلك ما كان من خلق الله لا تستطيع قوى الأرض أن تقصمه، وما كان من صنع البشر يقصم بالمال، والإغراء.
لذلك:
﴿ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ﴾
لو أنفقت مال الأرض كي تؤلف بين متضادين لا تستطيع، لكن المؤمنين خلق الله بينهم المودة والرحمة، وحينما قال الله عز وجل:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ﴾
[ سورة مريم ]
بعضهم يفهم الآية أن الله عز وجل يجعل بينهم وبينه مودة، هذا معنى مقبول وصحيح، لكن هناك معنى آخر، المؤمنون يجعل الله فيما بينهم مودة ورحمة. يؤيده الآية التي ذكرتها، وهل هناك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يشير ويحدث عن الألفة؟.السمة البارزة من سمات المؤمن أنه يألف ويؤلف
حديث جامع مانع:
(( المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ))
[أخرجه البزار عن أبي هريرة ]
السمة البارزة من سمات المؤمن أنه يألف ويؤلف، لازمة من لوازم أخلاقه الرضية، يألف ويؤلف، كما يقال عن رسول الله:
((من رآه بَديهة هَابَهُ. ومن خالطه فعرفه أحبّه ))
[أخرجه الترمذي عن علي بن أبي طالب ]
وكان كل صحابي يظن أنه أقرب الناس إليه، لأنه يألف ويؤلف، ومن صفات العظماء أن الكبار يألفونهم، وأن الصغار يألفونهم، فالصغار كانوا يحبون رسول الله، ويتحلقون حوله، ويتسابقون إليه، لأنه يألفهم ويألفونه. وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بيد الطفل الصغير، ويمشي في حاجته، لكن هل في غير سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم غير هذا القول، هل هناك على أرض الواقع من أفعال النبي عليه الصلاة والسلام ما يوجهنا للألفة؟
هل هناك تفسير علمي للألفة؟ الحقيقة أن في شخصية الإنسان سمات، وفيها خصائص، لا بد من ذكر قصة تبين وتوضح ذلك:
هناك برنامج كمبيوتري من أجل الزواج، متى تكون الألفة بين الزوجين؟ إذا كانت نقاط الاتفاق كثيرة جداً، لذلك يأتي طالب الزواج يُسأل تقريباً خمسمئة سؤال، دقائق حياته، دقائق رغباته، دقائق طباعه، دقائق أهدافه، هذه كلها تسجل في الكمبيوتر، تأتي فتاة تُسأل الأسئلة نفسها، بعد شهر تجري عملية تقاطع، فأنت إذا أردت أن تبحث عن فتاة تألفها وتألفك، لا بدّ من أن تكون نقاط الالتقاء كثيرة، هذا الجهاز وذاك البرنامج يعطيك أقرب فتاة إلى طباعك، وإلى أنماط حياتك، هذا مثل.
أما ما تفسير الألفة بين المؤمنين؟ نقاط اللقاء بين المؤمنين كثيرة جداً، لأن كلا المؤمنين توجها إلى الله، واشتقا منه الرحمة، والأناة، والحلم، والعطف، والإنصاف، والوضوح، والصدق، والعفة، فنقاط اللقاء بين المؤمنين لا تعد ولا تحصى، هذا تفسير علمي للألفة.
كلما ازدادت نقاط اللقاء بين اثنين كانت الألفة بينهما أشد :
لذلك:
﴿ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ﴾
هذا يسميه المناطقة تحصيل حاصل، لأن النقاط المشتركة بين شخصية المؤمنين كثيرة جداً لذلك هناك ألفة، هناك تطبيق عملي، قد تجلس مع إنسان لا تستطيع أن تحدثه في موضوع لأنه يتناقض أصلاً مع كل مبادئك وقيمك، تجد مساحة الحوار ضئيلة جداً، وقد تضيق ذرعاً به، وقد تجد الساعة معه سنة، وقد تجلس مع إنسان ساعات طويلة ولا تشعر، الدليل لأن هناك انسجام:
إن يطل بعدك ليلي، فلكم … بتُّ أشكو قصر الليل معك!
***
الألفة أساسها توافق الخصائص، توافق السمات، توافق نقاط اللقاء.
إذاً أنا حينما أشترك مع أخي في مبادئه، وفي قيمه، وفي عاداته، وفي تقاليده ، وفي تصوراته، وفي طموحاته، وفي آماله، وفي آلامه، أنسجم معه.
إذاً هناك تفسير علمي يؤخذ من علم النفس ،مثلاً: أنت تألف النظيف لأنك نظيف، تألف الصادق لأنك صادق، أما الصادق لا يألف الكاذب، والنظيف لا يألف القذر، فكلما ازدادت نقاط اللقاء بين اثنين كانت الألفة بينهما أشد.
مجتمع المؤمنين أكمل مجتمع تتحقق فيه الألفة :
لذلك أكمل مجتمع تتحقق فيه الألفة مجتمع المؤمنين، لأنهم اشتقوا الكمال من الله عز وجل، هذا الذي يدهش أنك إذا زرت إنساناً في أقصى الأرض تشعر بألفة عجيبة معه لأن نقاط اللقاء كثيرة جداً، مع أنك في قارة وهو في قارة، مع أنك في بيئة وهو في بيئة، مع أنك في معطيات وهو في معطيات أخرى، لكن الإسلام جمع بينكما.
لذلك الدين عامل وحدة، وليس عامل تفرقة، أما المتاجرة بالدين عامل تفرقة، الذي لم يؤمن، ولم يطهر قلبه، ولم يشتق الكمال من الله، لكنه رفع شعار ديني، وله مصالح من هذا الشعار، طبعاً هذه المصالح إن تناقضت وتنازعت بين إنسانين تنشأ العداوة والبغضاء.
لكن ما دام الحديث عن الألفة لا بد من الحديث عن العداوة والبغضاء، الحقيقة لها قانون، والقانون في آية واحدة:
﴿ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾
[ سورة المائدة الآية: 14]
أستاذي الكريم أعود وأذكرك بأننا نتمنى سماع شيء عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه فيما يوثق الألفة فيما بينهم.
النبي عليه الصلاة والسلام عقب معركة حنين، دانت له الجزيرة العربية من أقصاها إلى أقصاها، وبلغ أعلى قوة وصل إليها، جزيرة بأكملها خضعت للنبي عليه الصلاة والسلام، وجاء بعض أصحابه الكرام سيد الأنصار ليقول له: يا رسول الله ! إن قومي وجدوا عليك في أنفسهم، من أجل هذه الغنائم التي لم يكن لهم منها نصيب، فقال النبي الكريم لهذا الصحابي الجليل: أين أنت من قومك؟ كان صريحاً، وواضحاً، قال: ما أنا إلا من قومي، أي وأنا أيضاً وجدت عليك في نفسي، فقال النبي الكريم: اجمع لي قومك، فلما جمعهم قال:
يا معشر الأنصار، مقالة بلغتني عنكم، وجدة وجدتموها عليّ في أنفسكم من أجل لعاعة من الدنيا، يا معشر الأنصار! أما لو إنكم لو شئتم لقلتم فلصدقتم، ولصدقتم به، أتيتنا مكذباً فصدقناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فأغنيناك، بماذا ذكرهم؟ ذكرهم بفضلهم عليه، وهو القوي، وهو الذي دانت له الجزيرة العربية من أقصاها إلى أقصاها.
أي الأقوياء لهم سلوك آخر قد ينهون حياتهم، وقد يهملونهم، وقد يعاتبونهم لمصلحة القوي، وقد يهدرون كرامتهم، ذكرهم وهو القوي بفضلهم عليه، أما إنكم لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم به، أتيتنا مكذباً فصدقناك، طريداً فآويناك، يا معشر الأنصار! ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف بين قلوبكم؟ يا معشر الأنصار! أوجدتم عليّ في أنفسكم في لعاعة تألفت بها قوماً ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا أنتم برسول الله إلى رحالكم؟ فبكوا حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسماً وحظاً.
أنا أعجب من هذه القصة، أين مكانها في السيرة؟ مع رحمته؟ أم مع وفائه؟ أم مع تواضعه؟ أم مع حكمته؟ مع أنه طوق الحادثة وامتص النقمة هو حكيم، وهو ودود، وهو رحيم، وهو وفيّ.
لذلك قالوا: لعلك تبقى في مكة؟ قال: معاذ الله ! لو سلك الناس شعباً، وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار، كان في أعلى درجة من الحكمة، والرحمة، والإنصاف، والعدل، والمودة، والوفاء، النبي عليه الصلاة والسلام يكفيه أن الله قال في حقه:
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾
[ سورة القلم ]
رأي سيدنا ابن عباس حينما رأى رجلاً فقال: إن هذا ليحبني، قالوا: وكيف علمت؟ قال: إني لأحبه، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، حبذا لو نسمع منكم تعليقاً عن هذا.
الإعلان عن المحبة شيء و المحبة شيء آخر :
والله أنا أرى أنك إذا أحببت إنساناً في الأعم الأغلب هو يحبك، أما إذا أعلنت عن حبك لإنسان قد لا يحبك، الإعلان شيء والمحبة شيء آخر، إن أحببت إنساناً حباً حقيقياً فلابدّ من أن يحبك، لأن الحب لن يكون من طرف واحد إلا إذا كان حسياً، إذا كان طبع الحب حسياً قد يكون من طرف واحد كأن يحب دميماً جميلة مثلاً، لكن الحب بالمعنى النفسي لا بد من توافق بين المحبوبين، إلا أن الإعلان عن الحب غير الحب، هذا يتخذه بعض من يريد أن يغوي الآخرين، أما الحب الحقيقي يقابله حب حقيقي.
فلذلك النبي الكريم عندما قال له أحدهم: إني أحبه، قال: هلا أعلمته؟ أعلمه أنك تحبه، هذا مما يزيد المحبة بين المؤمنين. والإنسان ماذا يقطف من ثمار المحبة وإن حصلت وحصّلت الألفة فما هي ثمارها المرجوة؟.
الإنسان يحب الجمال والنوال و الكمال :
قبل ثمارها، الإنسان ماذا يحب؟ في أصل طبعه ماذا يحب؟ يحب الجمال، يحب الكمال، يحب النوال والعطاء، تتركز اهتمامات الإنسان فيما يحب، يحب البيت الجميل، المركبة الجميلة، الإطلالة الجميلة، الزهرة الفواهة، يحب الطعام الجميل الطيب، يحب الزوجة الجميلة، يحب الطفل الجميل، هذا شيء في طبع الإنسان، يحب الجمال، ولكن للجمال مستويات وأنواع، هناك جمال روحي، فالمؤمن يحب الله مع أنه لا يراه بعينه، لكن كمالات الله عز وجل محيطة به، لذلك يحب الإنسان الجمال، يحب النوال، يحب العطاء.
(( يا داود ! ذكر عبادي بإحساني إليهم، فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها ))
[ورد في الأثر]
أنت حينما تعطي الآخرين تملك قلوبهم، بالبر يستعبد الحر،
(( ذكر عبادي بإحساني إليهم، فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها ))
فالإنسان يحب الجمال، ويحب النوال، ويحب الكمال، أنت أمام موقف لا علاقة لك به إطلاقاً، موقف بين إنسانين، كان أحدهما كريماً، أو كان الثاني حليماً، أو كان الأول رحيماً، أو كان الثاني شهماً، فالشهامة، والحلم، والرحمة، والإنصاف، والتواضع هذا يحبه كل إنسان، فأنت تحب الشيء الجميل بكل مستوياته، وبكل أنواعه المادي والمعنوي، أحياناً هناك فعل جميل، أحياناً قول جميل، أحياناً فكرة جميلة، تحب الجميل بكل مستوياته، وأنواعه، وتحب العطاء بكل أنواعه، وتحب الكمال، ولو لم يكن لك علاقة به.
الحب للجمال والكمال والنوال أصله عند الله :
المشكلة أن هذا الحب للجمال والكمال والنوال أصله عند الله، فلذلك يوم القيامة يقول الله عز وجل:
﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ﴾
[ سورة البقرة الآية: 165]
هنا القوة قوة الجمال، والكمال، والنوال، هو من أجل الجمال عصى الله، من أجل النوال عصى الله، من أجل محبته للكمال أحب إنساناً فاسقاً لكنه أعطاه، من أجل هذا عصى الله، ولو علم أن أصل الجمال عند الله، وأن أصل الكمال عند الله، وأن أصل القوة عند الله، لذلك:
﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ﴾
إذاً لو سأل سائل ماذا يألف الإنسان؟ نقول: الجمال، والكمال، والنوال التي هي أصلاً من الله عز وجل. إذاً ينبغي أن يحب الله.
الأستاذ أحمد:
لماذا ينبغي أن يحب الله عز وجل؟.
على الإنسان أن يحب الله عز وجل لأنه أصل كلّ شيء :
لأن هذا الذي يصبو إليه هو عند الله أصلاً، وكل جمال الخلق مسحة من جمال الله، وكل عطاء الخلق شيء لا يذكر أمام عطاء الله، منحك نعمة الإيجاد، ونعمة الإمداد ، ونعمة الهدى والرشاد، وكل الكمال البشري هو اشتقاق من كمال الله، لذلك ينبغي أن نحب الله لأنه أصل الجمال، والكمال، والنوال.
الأستاذ أحمد:
هذا عن الألفة فما هي فوائدها، وثمراتها؟.
فوائد الألفة و ثمارها :
لابد من بعض الأمثلة: أخطر أداة في السفينة العملاقة دفتها، لأنها توجهها، الدفة مرنة، تألف وتؤلف، إذاً هي أقوى شيء في السفينة، بينما اللوح الحديدي ليس مرناً ولا يتحرك، ولا يتقدم، لذلك لا يألف ولا يؤلف.
الشيء المرن أريد أن أعبر عن الألفة أنها مرنة، فالإنسان المرن الذي يألف ويؤلف هو قوي، الآن أقوى شيء في المركبة مقودها، لأنه مرن، لأنه مرن يقودها في أي اتجاه، إذاً هو عليه المعول.
فكلما كان الإنسان مرناً، واستوعب من حوله، وأدرك مشاعرهم، وأدرك حاجاتهم، ورأى نفسه واحداً منهم، وتواضع لهم، وتفهم قضاياهم، ولم يستعلِ عليهم، كان مألوفاً، وكان مرناً، وكان حكيماً، وكان أقوى واحد فيهم، أقوى شيء في المجتمع هو الإنسان المرن، وأضعف إنسان هو الجامد الذي لا يعي، ولا يفهم، متشنج، متصلب، عنده نفس عدوانية، هذا أضعف إنسان، القافلة تمشي وتدعه في الطريق.
فلذلك من ثمار القوة الألفة، أنت كلما كنت كثير الألفة تألف وتؤلف، احتللت موقعاً مرموقاً في المجتمع. وهل في الألفة دليل على البراءة من النفاق؟.
ال لا النفاق موضوع ثان، النفاق على حساب مبادئك، وعلى حسابك قيمك، وعلى حساب دينك، هذا موضوع آخر، ذكاء شيطاني، المنافق ذكي شيطاني، أما المؤمن يألف ويؤلف ضمن مبادئه، ضمن قيمه.
لذلك فرقوا بين المداهنة وشيء آخر وهو المداراة، المداهنة بذل الدين من أجل الدنيا، هذا النفاق، بذل الدين.
﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ ﴾
[ سورة البقرة الآية: 14 ]
هذه مرونة، لكنها مرونة شيطانية، على حساب الدين والمبادئ، بينما المؤمن لا يداهن، بل يداري، أي بذل الدنيا من أجل الدين، بذل الدين من أجل الدنيا مداهنة.
﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾
[ سورة القمر]
بينما بذل الدنيا من أجل الدين مداراة، والمؤمن يداري، ولا خير فيمن لا يداري
اختيار : نوال عوض الهلالي
بسم الله الرحمن الرحيم
تابع الألفة بين المسلمين
خطبة منتقاة
عباد الله .. لقد حرص الإسلام على تقوية أواصر المحبة والألفة بين المسلمين ، واعتنى بذلك عناية كبيرة ، وجعلها من مقاصد هذا الدين العظام وماذاك عباد الله إلا لأن قوة الأمة من قوة تماسكها واتحاد صفوفها ، كما أن ضعفها وذهاب قوتها من تنازعها وتفرقها . كما قال تعالى:
{وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} الانفال 46 . أي تذهب قوتكم .
وليس هناك أغيظ للأعداء من اجتماع المسلمين ، وتلاحمهم وترابطهم ، وإغاضة الأعداء من أعظم القرب وأجل الطاعات ففي تآلف المسلمين وائتلاف قلوبهم تمكين للإسلام وإغاضة للأعداء ، وبوابة لدخول الناس في دين الله أفواجا ، وتطبيق حقيقي لمقاصد الوحي ، الذي بتطبيقه يحل الرضوان ويندحر الشيطان .
ومما يؤسف عليه مانراه ونسمعه من صور الشقاق والنفرة بين الأسر والجماعات لأتفه الأسباب المادية التي تحكمها الأهواء وتسيطر عليها حظوظ النفس حتى إنك لترى من يهجر أخاه أو أخته أو جاره أو صديقه لأسباب هي أقل مما ترتب عليها من آثار .
وإنني من هذا المنبر أدعوا نفسي وإخواني إلى تجريد القلوب من أدوائها وأدرانها ومجاهدتها من أجل صفائها ونقائها والسعي الحثيث لنشر المحبة والألفة بين أفراد مجتمعاتنا المسلمة ونبذ أسباب الفرقة والخلاف وليس أسعد للشيطان من حيلوته بين كل متحابين وقطعه لأواصر الألفة بين كل جارين او قريبين
ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر:” ان الشيطان آيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن فيالتحريش بينهم” .وجاء أيضاً أن المقرب من جنده وأعوانه من يفرق بين اثنين فهل ترضى أن تكون فريسة لجنده وأعوانه؟ أو أن تكون اداة لتحقيق طموحهم واهدافهم.
عباد الله .. انتقلت إلينا عدوى المدنية المقيته التي هي من مخلفات الغرب وإفرازاته فربما تجد أخوين أوجارين بينهما علاقات سطحية ولقاءات عابرة ليس فيها من اللحمة والتآلف مايحصل به المقصود والحظ الأوفر من الوقت لنسيب قربتهزوجته أو منتفع بجاهه أو تجارته .
ويعتذر الكثير منا بكثرة الأشغال وإرهاق الوظائف وما يصرف من اوقات أمام الشاشات يكفي لعشرات اللقاءات .لكنهاالقلوب تحرك الإرادات حباً وبغضاً .
لنسع عباد الله إلى تقوية مجتمعاتنا والمساهمة في تماسكها وترابطها امتثالاً لوصية نبينا صلى الله عليه وسلم ” وكونوا عباد الله إخوانا
فالمسلم أخو المسلم ولحمة الدين أعظم من لحمة القرابة والمصاهرة ، بل إذا انتفت لحمة الدين بخروج أحد القريبين من الإسلام انقطع الميراث والولاء .
ولقد جاء في الإسلام ما يقوي علاقة المسلم بأخيه ويضمن تماسك المجتمع المسلم وقوته
ومن ذلك
1 – أن تبتسم في وجهه إذا القيته ، وعد ذلك صدقة تؤجر عليها ، فقال صلى الله عليه وسلم ” تبسمك في وجه أخيك لك صدقة “
لأن الإبتسامة رسول القلوب الصامت وهي في التعبير عن الارتياح أبلغ من سجع الكلمات بالمديح وهي لاتكلف القلوب الصافية شيئاً ، أما القلوب المثقلة بالأغلال فكانما تنتزع بابتسامته روحه لثقلها .واكثر الناس يكفيهم منك طيب المحيا ،ويرجعون إلى بيوتهم بأثر ابتسامتك في وجوهمم ،وحينما تبتسم تبتسم لك الحياة ، وترى كل شئ أمامك كالمرآة تعكس ابتسامتك .
يقول جرير بن عبدالله البجلي وهو درس لكل داعية أشغل فكره في رصف العبارات وتتبع الأقوال عن هيئة وسمت إمامه الأول محمد صلى الله عليه وسلم : مارآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم “والابتسامة أمان للقلوب الخائفة وسلوان للنفوس المضطربة . يقول الشاعر موصيا ابنه بجامع خصال البر
بني إن البر شئ هين وجه طليق وكلام لين .
ومما يقوي أواصر المحبة بين المسلمين
2 – إفشاء السلام ، الذي هو بوابة المحبة كما قال صلى الله عليه وسلم ” أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم .. افشوا السلام بينكم “
فسلامك على إخوانكم وتعاهدهم بالسؤال والسلام يزرع الألفة بينكم لذلك يستدل بعض الناس على نفرة الناس عنهم بعدسلامهم
ومما يزرع الألفة والوئام
3 – الهدية ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” تهادوا تحابوا ” فبالهدية تصفوا النفوس وتطهر
هدايا الناس بعضهم لبعض تولد في قلوبهم الوصالا
وتزرع في الضمير هوى ووداً وتلبسهم إذا حضروا جمالاً
والهدية ليس بقيمتها وإنما كما قيل بقيمة مهديها وحينما تكون عن محبة ، لا يهم نوعهاولاحجمها وقد صرف بعض الناس جزءاً من ماله للهدايا المحرمة التي تكون بين المرؤوس ورئيسه أو للرشاوى وحرم نفسه باباً عظيما يؤجر عليه إلا وهو باب الهدية
وقد قام بعض متوسطي الدخل بعملية حسابية لما ينفقه في الكماليات فتبين له أن لو أصرف ثلثها فقط في توطيد علاقاته لاستوعبت ستين فرداً سنوياً مابين صاحب وجار وقريب ، كل واحد منهم يصله منه هديه قيمتها مائة ريال ، ولو دفع النصفلتضاعف العدد .
عباد الله لو ركزنا في هدايانا على من بيننا وبينهم خلاف أو نفرة لحصل الوئام وانكشف الغمام فكم من حزازة في نفس صاحب أذهبتها الهدية وازالتها واجتثتها من عروقها لكن حينما تكون الهدية لله ؟
ومما جاء به الإسلام لتقوية اللحمة بين المسلمين
4 – السعي في قضاء حوائج إخوانك وجيرانك ومن تعرف ، ومنحهم من وقتك الثمين ما يضمد جراحاتهم ويخفف معاناتهم ، وجاء في ذلك مجموعة من النصوص الشرعية من ذلك
“والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه” وقوله ” ولئن أمشي مع اخي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في مسجدي شهراً ” “ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام ”
وحينما تتأمل في سير العظماء تجد أن من أسرار محبة الناس لهم أنهم منحو الناس جزءاً من أوقاتهم لذلك كان العلماء الربانين قديماً وحديثاً قد بذلوا أنفسهم للعامة فمنهم من فتح بيته لكل سائل أومحتاج وبعضهم لم يتناول وجبة الغداء مع اهله من عشرين سنة لأنها الوجبة التي يحضرها الطلاب والفقراء والمحتاجين .
ومعلم البشرية كان يمنح وقته لكل من سأله فتأتيه العجوز والصغير والكبير فيمنحهم ثمين وقته ويغمرهم برحمته وعطفه.
وكان صلى الله عليه وسلم هينا ليناً كل من طلبه أدرك عنده مطلوبه .
وبعض الناس يستخسر كل شئ يبذله للآخرين إلا ماكن لأولاده أو زوجته أو عمله .
وبعض من أكرمهم الله بمكانة علمية أو اجتماعية يستمتع حينما يسمع من الناس أنه صعب المنال وأن إدراكه من المحال . وقد يترك صلاة الجماعة فرارً من مواجهة أصحاب الحاجات
وهذا النوع من البشر يرى انه لايكون مهماً إلا إذا تعذر الوصول إليه فلا يرد على أول اتصال ولا ثاني اتصال لكي يحسالمتصل أنه بالكاد أدركه وبعد طول عناء تكرم بالرد عليه
ومن طريف مايذكر عن بعضهم انه كان يتعب من يبحث عنه فوعده بعضهم بزوجة مسيار يقول فبعد أن كان يتعبني اتصالي عليه اتعبني اتصاله علي .
عباد الله{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَاللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}
النحل53 فلا تبخلوا بها على عباد الله
وستجدون أثرها على أنفسكم وأولادكم وأموالكم .
ومن أسباب تقوية أواصر المحب
5 – زيارته فإن الزيارة ‘ لها أثر عظيم على قلبه وربما كانت سبب سعادته وأنسه ، وهذه الزيارة لا تؤتي ثمارها الإيمانية حينما يقوده الإخلاص بعيداً عن حظوظ النفس والمصالح ، وهي من أسباب الفوز بدعوة ملك من ملائكة الله بدعوة كل واحد منا يتمناها
اسمعوا وعوا ” ففي الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه منادٍ بأنطبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجتة منزلاً “.
يا له من خير عظيم .. جرب حينما يكون عندك متسع من الوقت اتصل بأخ لك في الله من جارٍ أو قريب أو صديق وحدد معه موعداً لتزوره في بيته لله .. ستنعم بعدها بآثار هذه الدعوات
بعض الناس يمتنع عن المبادرة بالزيارة لئلا يظن الناس أنه إنسان فارغ أو أنه صاحب حاجة وهذا كله من مداخل الشيطان التي حرم بها الناس خيراً عظيماً
وتتأكد الزيارة حينما يكون في النفوس دخل أو كدر فبالزيارة تزول هذه الأكدار بإذن الله ومن لم يسعفه وقته فليتعاهد إخوانهباتصال أو إرسال يجدد فيها عهد المحبة والوصال .
اللهم أعنا على ذلك كله ووفقنا إلى كل عمل يرضيك عنا
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروا إنه هو الغفور الرحيم
إن الحمد لله نحمده ..
عباد الله .. طرائق الخير كثيرة ، ولايمكن حصرها في خطبة واحده لكن من باب التذكير ببعضها
فمما يقوي العلاقة بين المسلمين ..
6 – السؤال عنه عند غيابه ، فلا يكون الواحد منا كما قال الشاعر ذاماً نفسه لينبهك على أنه ما سيذكره من إنما هي صفات مذمومة لا يليق بالمسلم أن يتصف بها
يقول :
ولا واصل ، من غاب عني نسيته وإن وصل الإخوان كافأت بالصد
وإن كاتبوني لم أجبهم بلفظة فهذي خلال قد خصصت بها وحدي
يفتخر الشاعر بأنه لايصل أحدأ وأن من غاب عنه نسيه ولم يسأل عنه لأنه يرى أن المهم لايبحث عن غيره وإنما غيره يبحث عنه
فلتكن حياتنا فيها شئ من الوفاء بسؤال بعضنا عن بعض ، وكم هي الفرحة حينما تفاجئ أخاك المسلم باتصال تسأله عن سبب غيابه وانقطاع
وكم هو السرور الذي سيغمره حينما يتذوق بسؤالك واتصالك طعم الحياة .
ومما يزرع المحبة في نفوس الناس .
7 – ذكرك لمحاسنهم وسترك لعيوبهم
فليس عند الناس أبغض ممن يتتبع عيوبهم ويفرح بتعداد أخطائهم لذلك رتب الإسلام على هذا الفعل أشنع العقوبات ومنذلك
قوله صلى الله عليه وسلم ” من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته ”
وفي المقابل ليس عند الناس أحب ممن يستر عيوبهم ويذكر محاسنه
يقول الشاعر
لاتكشفن مساوي الناس ماستروا فيكشف الله ستراً من مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا ولا تعب أحداً منهم بما فيكا
فإذا بلغك عن اخيك زلة اوهفوة فإن نفسك ستزين لك بثها ونشرها وذكرها فجاهدها وتذكر مافي صاحبك من خصال خير فاذكرها
وهذه من الشهوات الخفية الشيطانية التشهي بذكر زلات الناس
ولذتها في النفوس أضعفت الكثير منا عن مدافعتها
ومن أكثر من ذم الناس ذموه ومن ذكر محاسنهم أحبوه .
فلنحيي بهذه الخصال ما أماتته الحياة المادية ، ونكون بهذه الخلال مصدر رقي وتقدم ونموذجاً مشرقاً لمجتمع تسوده المحبة وتحيط به الألفه
قد لايسعفك الوقت أن تخلف بعد مماتك إرثاً ينتفع به الناس لكنك قادر بإذن الله أن تترك أثراً في نفوس الناس بعد موتك بما زرعته في نفوسهم من بشاشة ومودة ومحبة وسؤال وإعانة .
تذكر أن أعظم مايرثه أبناؤك من بعدك قيمك وأخلاقك .. وأن حديث الناس عن جميل صفاتك وخلالك أنفع لك ولهم من حديثهم عن جاهك ومالك
للتحميل