التنسيق والتكامل
بسم الله الرحمن الرحيم
مشاركة مقدمة من الأستاذة : نوال عوض سعيد الهلالي
بورشة التنسيق والتكامل التي تقدمها مؤسسة دعوتها بالتعاون مع المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالباحة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ,, وبعد ,,
فإن التنسيق والتكامل بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية مهم وضروري وله فوائد عديدة منها أنه يزيد في الإخلاص فالعمل الخيري ليس فيه سر المهنة بل إنه عمل لله عز وجل تذوب فيه الأنا وحظوظ النفس من حب الشهرة والتميز , وهو يجدد الطاقات ويستثمر كافاتها ويؤدي إلى تطوير الابتكارات وشحذ الههم إلى التسابق والتقدم والإنتاج والتفوق فهو يعمل بأكثر من عقل قال أحد السلف : ” العاقل من أضاف إلى عقله عقول العلماء، وإلى رأيه أراء الحكماء، فالعقل الفرد ربما زل، والرأي الفذ ربما ضل». والتنسيق والتكامل له أثر كبير على تخفيض التكاليف والمصروفات المالية والفكرية والعملية مع إنجاز الأعمال الكبيرة التي قد لا تستطيعها جهة واحدة. وأذكر على سبيل المثال أن بعض الجهات الخيرية في المدينة والرياض تم التنسيق بينها في شراء الحقيبة المدرسية فانخفضت التكاليف إلى 80% لاستيرادها من أندونيسيا. وقل مثل ذلك في طباعة الكتب، وشراء المستهلكات والمواد الغذائية والأجهزة والطلبات المكتبية.كما يحقق التنسيق والتعاون تخفيضا في الجهود الفكرية والعملية، فكم صرفت من أوقات وأموال في بحوث وأعمال متماثلة، كان بالإمكان توفيرها لو تم الاطلاع والتعارف بين الجهات الخيرية فضلا عن التنسيق والتعاون.ومن فوائده وثماره أنه يمنع الازدواجية في العمل سواء في تقديم الخدمات أو تنظيم الأنشطة أو توزيع الأعمال و تخفيض الصرف على التطوير الإداري. فالاشتراك في الدورات، والاستفادة مما عمل الآخرون في التنظيم الإداري وما صرفوه من أموال في عمل اللوائح والنظم , ويعمل على استهداف كافة شرائح المجتمع ومن أهم فوائده أنه وسيلة لسلامة الصدر ويحقق المحبة والألفة التي لا تستطيع كل خزائن العالم أن تحقق ذلك قال تعالى : {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
ومن مجالات التنسيق والتكامل بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية ما يلي :
1 . الاستفادة من كافة الطاقات والصلاحيات في المؤسسات الرسمية والاستفادة منها.
2. تبادل الخبرات الإدارية والدعوية والمالية بين الجهات والتنسيق بين الجهات العاملة على أساس التكامل في العمل
الخيري وبصفة التلاحم والترابط.. مع البعد التام عن التجريح أو التصنيف أو مجرد الغض من مصداقية أي مؤسسة خيرية أمام العامة.
3. عقد دورات إدارية مشتركة بين العاملين في الجهات في المناطق التي تتواجد بها.
4. إقامة ندوات مشتركة عن العمل الخيري.
5. إقامة معارض للمشاريع على أساس التجديد والتحديث والتكامل، وذلك من خلال إبراز الجهات للمبتكرات التي عندها فقط.
6. التنسيق بين الجهات في خدمات المواسم (الحج، رمضان، الصيف).
7. تبادل الجديد (من مبتكرات الوسائل والطرق).
ومن البرامج المقترحة التي يمكن البدء بها
ورشة عمل تنفذ بين جميع المكاتب التعاونية بالمنطقة تناقش تحليل بيئة المجتمع والاحتياجات ومشاكل العمل الدعوي وعوائقه وطرح حلول مبتكرة للتغلب على ذلك , يمكن اقتراح عنوان لها ” العمل الدعوي النسائي في منطقة الباحة بين الواقع والمأمول ” ومثله بجمعيات التحفيظ ,وقد يشتركون بعمل برامج نوعية كبرنامج إعداد وتأهيل داعيات , إعداد وتأهيل الفتيات للزواج ,إعداد حفلات إسلامية للزواج وحفلات التخرج للقضاء أو التخفيف من المنكرات التي تقيمها الأسر في حفلاتهم , وغيرها من البرامج وقد يشتركون بعمل حملات توعوية مثلا عن الحجاب أو الصلاة أو بر الوالدين ومعالجة قضايا ومشاكل الفتيات , وقد تشترك جميع الجمعيات الخيرية والمكاتب الدعوية بإعداد وتنفيذ برامج مشتركة كحملات الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحملات تعالج قضايا الأمة الإسلامية في فلسطين وبورما وسوريا وغيرها , أو بالإمكان يكون هناك تكامل بعد قياس احتياجات المجتمع تقسم تلك الاحتياجات على المكاتب ويتبنى كل مكتب إعداد وتنفيذ برامج تسد تلك الحاجات على مستوى المنطقة حسب الموكل إليه , وبالتالي يكون هناك تكامل وتوفير للجهود والمصروفات وسد النقص وعدم تكرار البرامج , وأيضا بالنسبة لبرامج الصيف يشكل فريق عمل مؤهل لإعداد خطة تشغيلية تنفذ خلال الصيف بحيث تكون المخيمات مدتها أطول وبرامجها قوية جدا وتخدم كل شرائح المجتمع في جميع المحافظات أو تقسيم المحافظات حسب البعد المكاني ..هذا وأسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع لخدمة الدين العظيم . وصلى الله على نبينا محمد .
نوال عوض الهلالي .